فكانوا يعذبونه في الرمضاء (?)، وقد وضعوا على صدره صخرة، فاشتراه أبو بكر وأعتقه، فقال المشركون: مَا فعل ذلك أبو بكر إلا ليد كانت عند بلال، أراد أن يجزيه بها، فقال الله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}.
قال ابن عباس: يريد مَا لبلال عند أبي بكر نعمة يجزيه بها (?).
والمعنى: (لم يفعل ذلك مجازاة ليد أسديت إليه) (?)، ولكنه ابتغى بذلك وجه الله، وهو قوله:
20 - {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} (أي إلا طلب ثواب الله) (?)
قال أبو عبيدة: "إلا ابتغاء" (?) استثناء من النعمة، كما يُستثنى الشيء وليس منه (?).
قال الفراء: وهذا على اختلاف ما قبل "إلا" ومَا بعدها، والعرب تقول: مَا في الدار أحد إلا أكلبًا وأحمرةً، وهذا كقوله: {إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} [النساء: 157]
كقول (?) النابغة:
.. .. وما بالرَّبعِ من أحدِ