هذا الذي ذكرنا هو قول جميع أهل اللغة في تفسير الحرد (?). وأقوال المفسرين غير خارجة عن هذه المعاني. قال قتادة: على جد من أمرهم (?).
وقال مقاتل: جد في أنفسهم (?).
وقال الكلبي: غدوا جادين. وهو قول أبي العالية والحسن ومجاهد (?) في رواية أبي بشر. وهذا من معنى القصد، وذلك أن المقاصد إلى الشيء جاد بخلاف من لا يكون له قصد في أمر، على أن الليث قد قال في كتابه: على جد من أمرهم. فقال الأزهري: الصواب على حد. أي على منع، كما قال الفراء. ثم ذكر بإسناده عن الفراء بالحاء (?).
ويدل على صحة معنى هذا القول أن أبا عبيدة والمبرد والقتيبي (?) قالوا في معنى الحرد هاهنا: إنه المنع (?). أي: غدوا من بيتهم إلى جنتهم على منع المساكين ما كانوا يعطونه.
وقال مجاهد وعكرمة: على أمر أسسوه بينهم (?). وهذا من معنى القصد أيضًا.