تبينوا عليه فاحشة: قد وسمه بميسم (?) بسوء. يريدون ألصق به عارًا لا يفارقه كما أن السمة لا تنمحي ولا يعفو (?) أثرها. قال جرير (?):
لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وعلى البعيث (?) جدعت أنف الأخطل
يريد أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل بالهجاء. أي: أبقى به عليه عارًا كالجدع والوسم. وقال أيضًا (?):
رفع المطيُّ بما وسمت مجاشعًا ... والزنبري يعوم ذو الأجلال
يريد أن هجاءه قد سارت في المطي وغني به في البر والبحر (?). وهذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة (?) ولا يعلم أن الله -عز وجل- وصف أحدًا وصفه له ولا بلغ من ذكر عيوبه ما بلغه من ذكرها عنه؛ لأنه وصف بالحلف، والمهانة، والغيب للناس، والمشي بالنمائم، والبخل، والظلم، والإثم،