من ذلك الذنب ألا يعود إليه أبدًا. هذا كلامه (?). والمعنى: توبة تنصح صاحبها بترك العود إلى ما تاب منه. وهذا معنى قول قتادة وسعيد بن المسيب قالا (?): هي الصادقة الناصحة، ينصحون بها أنفسهم (?).
وروي عن عاصم (نصوحًا) بضم النون (?). قال الفراء: أراد المصدر مثل القعود. ونحو ذلك قال المبرد (?) والزجاج. يقال: نصحت لهم نصحًا ونصاحة ونصوحًا (?)، ويحتمل المصدر هاهنا معنيين:
أحدهما: أنه أراد توبة ناصحة، يسمى الفاعل باسم المصدر.
ويجوز أن يريد به توبة ذات نصوح. وقال أبو زيد نصحته: صدقته، وتوبة نصوح: صادقة (?). وأما قول المفسرين فإنهم كلهم على أن التوبة النصوح هي التي لا يعاود صاحبها بعدها الذنب.
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: التوبة النصوح أن يجتنب الرجل عمل السوء ثم لا يعود إليه أبدًا (?).