كان رزقه بمقدار القوت فلينفق على قدر ذلك. وهذا كقوله (?) {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236].
قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} أي: ما أعطاها من الرزق، قال السدي: لا يكلف الفقير مثل ما يكلف الغني (?). وذلك أنه لو كلف الفقير أن يوسع فقد كلفه ما لم يؤته، وإذا كلف الغني ذلك لم يكلفه إلا ما آتاه.
قوله: {سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} أي من بعد ضيق وشدة غنى وسعة ورخاء.
قال أبو إسحاق: كان الغالب على أكثرهم في ذلك الوقت الفقر والفاقة فأعلمهم الله عَزَّ وَجَلَّ أنه سيوسر المسلمون، ففتح عليهم بعد ذلك وجعل يسرًا بعد عسر (?)، والمؤمنون وإن كانوا في حال ضيقة فهم على رجاء اليسر من الله تعالى.
8 - قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} الكلام في كأين والاختلاف فيها قد تقدم ذكره في سورة آل عمران (?).