وقال مقاتل: يعني التابعين من هذه الأمة الذين لم يلحقوا بأوائلهم (?)، وجميع الأقوال في هذا معناها أن المراد بالآخرين كل من دخل في الإسلام بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يوم القيامة.
وقول المفسرين: هم الأعاجم، يعنون بالأعاجم من ليس من العرب، والعرب تسمي من لا يتكلم بلغتهم عجميًا، من أي جنس كان، ومنه قول الشاعر:
سَلُّومُ لو أصبحتِ وسط الأعجمِ ... بالروم أو بالترك أو بالديلم (?)
فعبر عن الأعجم بهؤلاء الأجناس فالأميين هم العرب، {وَآخَرِينَ} سواهم من الأمم غير العرب، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مبعوث إلى من شاهده وإلى كل من كان بعدهم من العجم والعرب.
وقوله: {مِنْهُمْ} أي من الأميين، وجعلهم منهم؛ لأنهم إذا أسلموا ودانوا بدينهم صاروا منهم، فالمسلمون كلهم يد واحدة وأمة واحدة وإن اختلفت أجناسهم، قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}