هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا (?).
قال أبو إسحاق: معناه لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على حق فيفتتنوا بذلك (?).
وقال الفراء: يقول لا تظهر علينا الكفار فيروا أنهم على حق وإنا على باطل (?).
وقال مقاتل: لا تقتر علينا الرزق وتبسط لهم فيكون ذلك فتنة لهم (?). ونحو هذا قال الكلبي في أحد قوليه، وقال الذي القول الثاني: الذين كفروا أهل مكة أي لا تذللنا لمشركين ولا تسلطهم علينا يفتنوننا عن ديننا ويعذبوننا. وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء (?)، وعلى هذا ليست الآية من قول إبراهيم وأصحابه، وكأنه قيل لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} فأضمر القول.
6 - ثم أعاد ذكر الأسوة تأكيدًا للكلام فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ} أي في إبراهيم والذين معه من المؤمنين {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} قال ابن عباس: كانوا يبغضون من خالف الله ويبغضون أعمالهم ويحبون من أحب الله (?).