وذهب المقاتلان، ومجاهد في رواية خصيف إلى أن هذا من صفة المنافقين واليهود، قالوا في قوله: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ} يعني المنافقين واليهود (?) {جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ} مختلفة.
ثم بين سبب ذلك الاختلاف فقال {ذَلِكَ} أي ذلك التشتت {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} ما فيه الحظ لهم، ثم ضرب لليهود مثلاً:
15 - قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا} والمعنى: مثلهم كمثل الذين من قبلهم، فحذف أحد المثلين، والمراد بالذين من قبلهم كفار مكة الذين قتلوا ببدر (?)، وكان ذلك قبل غزوة بني النضير بستة أشهر (?). وهو قوله: {قَرِيبًا}، والمعنى: تقدموا قريبًا, لأن قوله: {مِنْ قَبْلِهِمْ} يدل على التقدم وعلى هذا تم الكلام (?).
ثم قال {ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ} قال مقاتل: يعني جزاء ذنبهم، وهو القتل ببدر (?)، ويجوز أن يكون معنى القرب إلى ذوق العذاب فيكون تمام الكلام عند قوله: {وَبَالَ أَمْرِهِمْ} قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يعني في الآخرة.