التفسير البسيط (صفحة 11813)

7

[الإسراء: 47]، والمعنى هم ذوو نجوى فحذف المضاف وكذلك كل مصدر وصف به.

فأما قوله: {مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} قال أبو علي: يحتمل جر {ثَلَاثَةٍ} أمرين:

أحدهما: أن يكون مجرورًا بإضافة {نَجْوَى} إليه كأنه ما يكون من سرار ثلاثةٍ، ويجوز أن يكون {ثَلَاثَةٍ} جرًا على الصفة على قياس قوله: {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} (?) وهذا معنى قول الفراء: {ثَلَاثَةٍ} إن شئت خفضتها على أنها من نعت النجوى، وإن شئت أضفت النجوى إليها (?)، وبيانه أن النجوى إن جعلتها مصدرًا أضفتها إلى ثلاثة، وإن جعلتها بمعنى المتناجين جعلت (ثلاثة) صفة لها.

قال أبو إسحاق: {نَجْوَى} مشتق من النجوة، وهي ما ترتفع وتَنَحَّى (?). والمتناجيان يتناجيان ويخلوان بسرهما كخلو المرتفع من الأرض عما يتصل به.

ومعنى {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} أي ما يكون من خلوة ثلاثة يسرون شيئًا ويتناجون به (?). ومعنى قول المفسرين في النجوى أنها إسرار. قال ابن عباس: ما من شيء تناجي به صاحبك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015