التفسير البسيط (صفحة 11768)

18

قوله تعالى: {وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} يعني الذين تركوا الإيمان بعيسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم- هذا الذي ذكرنا في هذه الآية هو قول عامة المفسرين (?).

وقال الكلبي ومقاتل بن سليمان نزلت في المنافقين (?) وعلى هذا معنى قوله: {لِلَّذِينَ آمَنُوا} أي باللسان في العلانية.

قال مقاتل: كان المنافقون لا ترق قلوبهم لذكر الله والقرآن فلم يَلِن له إلا القليل منهم وهم الذين صدقوا وكثير منهم فاسقون (?).

18 - قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} قراءة العامة بتشديد الصاد على معنى المتصدقين والمتصدقات بالصدقة، وكذا هو في قراءة أُبَّي بالفاء (?) فأدغمت التاء في الصاد يدل على أن المعنى هذا.

قوله تعالى: {وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} وهذا الفصل اعتراض بعين الخبر والمخبر عنه والاعتراض بمنزلة الصفة (?) فهو للصدقة أشد ملاءمة منه للتصديق، وقراءة من قرأ بتخفيف الصاد من التصديق الذي هو بمعنى الإيمان, ومعناها إن المؤمنين والمؤمنات، حجة هذه القراءة أن التشديد مقصور على الصدقة والتخفيف أعم؛ لأن التصديق يعم الصدقة وغيرها من كل ما صدقوا وآمنوا به فهو أذهب في باب المدح، وعلى هذا قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015