يعني موتاها، ومنه قول الخنساء:
أبعد ابن عمرو من آل الشريد ... حلت به الأرض أثقالها (?)
أي موتاها أي جعلته الأرض حلية أمواتها لفضله وشرفه (?).
وروي عن الصادق أنه قال: سُميا ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب (?) ويدل على أن المراد بالثقلين الجن والإنس أن الله تعالى خاطبهما بعد هذا فقال:
33 - {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ} ولم يقل إن استطعتما؛ لأنهما إذا جمعا جمع (?) واحد كما قال {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا} [الحج: 19] وكقوله {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} [النحل: 45] ولو قيل: إن استطعتم كان صوابًا كما قال {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا} ذكر ذلك الفراء والكسائي (?).
قوله {أَنْ تَنْفُذُوا} يقال: نفذ الشيء من الشيء إذا خلص منه كالسهم ينفذ من الرمية نفوذا أو نفاذا، ونفذ من الشيء خرج منه، والنفذ المخرج، يقال: لهذا الطريق نفذ إلى مكان كذا، أي: مخرج، والنفاذ: الجواز، وهذا يستعمل بالباء يقال: نفذ بالشيء كما يقال: مر بالشيء (?).