فكرر هذه الكلمة في رؤوس أبيات منها، لأنه ذهب مذهب الحارث ابن عباد في العناية والتأكيد، وقال غيرهما:
كم نعمة كانت لكم ... كم كم وكم (?)
فكرر كم في بيت واحد أربع مرات تأكيدًا لفرط العناية بهذه الكلمة، فكذلك قوله -عز وجل- {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}، وقوله في {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (?)، وقوله {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (?) جاء هذا كله في التكرير والإعادة في الإبلاغ والتوكيد؛ لأنها كلها تحرير وتذكير وتنبيه (?).
14 - قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} تقدم تفسيره في سورة الحجر (?).
قال أبو إسحاق: اختلفت الألفاظ فيما بدأ منه خلق آدم فقيل في موضع: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران: 59]، وفي آخر {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} [الصافات: 11]، وفي آخر {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26]، وفي آخر من صلصال، وهذه الألفاظ راجعة في المعنى إلى أصل واحد، وهو التراب الذي هو أصل الطين، أعلم الله -عز وجل- أنه خلق آدم من تراب جعل طينًا، ثم