وروي عن أبي ذر قال: قدم وقد نجران على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: الأعمال إلينا والآجال بيد غيرنا؟ فأنزل الله هذه الآيات. فقالوا: يا محمد يكتب علينا الذنب ويعذبنا؟ فقال: "أنتم خصماء الله يوم القيامة" (?).
ويؤكد هذا ما روى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "ينادي مناد يوم القيامة ليقم خصماء الله، وهم القدرية" (?).
ويزيد وضوحًا هذه الجملة ما روي عن كعب أنه قال: نجد في التوراة أن القدرية يسحبون في النار على وجوههم، وهو قول عطاء عن ابن عباس أن الآيات نزلت في القدرية من المشركين الذين جادلوا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - (?).
وعلى هذا معنى قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} أي كل ما خلقناه فمقدور مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه، يدل على هذا قوله: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} ذكر ذلك أبو إسحاق (?).