قال الأزهري: أراد أنه حظر حظارًا رطبًا على حظار قديم قد يبس (?). والمعنى أنهم بادوا وهلكوا فصاروا كيابس الشجر إذا تحطم. وقال عطاء عن ابن عباس: يريد مثل القمح الذي قد يبس وهشم (?). وعلى هذا المحتظر الذي يتخذ حظيرة على زرعه، والهشيم فتات السنبل وقصب القمح إذا ديس. وذكر في الآية قولان فاسدان.
أحدهما: كالتراب الذي يتناثر من الحائط (?)، وذلك لا يسمى هشيماً. والآخر: كالعظام المحترقة (?)، وهذا بعيد.
34 - قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا} معنى الحصب في اللغة الرمي، ذكرنا ذلك في قوله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 9]، والحاصب الرامي، ويكون الذي يرمى به، قال النضر: الحاصب الحصباء في الريح، كان يومنا ذا حاصب، وريح حاصبةٌ وحَصِبَة فيها حصباء، قال ذو الرمة:
حَفيِفُ نافجةٍ عُثْنونُها حَصِب (?)
وقال أبو عبيدة: الحاصب الحجارة، وقد تكون من الجليد، وأنشد