محمدًا يموت قبلهم (?). وعلى هذا قوله: {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} يجوز أن يكون معناه: يكتبون ذلك الذي عندهم من علم الغيب.
وقال ابن قتيبة (?): معناه: يحكمون. والكتاب بمعنى الحكم قد ورد في كثير من المواضع كقوله: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] أي قضى وأوجب. وكقوله: "سأقضي بينكم بكتاب الله" (?) أي بحكمه.
42 - قوله تعالى: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} يعني: أيريدون أن يكيدوك ويمكروا بك مكراً يغتالونك به {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} أي: المجزيون بكيدهم في الدنيا والآخرة. يريد أن ضرر ذلك يعود عليهم ويحيق بهم مكرهم. وقال الكلبي ومقاتل: يعني بكيدهم ما اجتمعوا ليكيدوا به في دار الندوة، فجزاهم الله بكيدهم أن قتلهم ببدر، فذلك قوله تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} (?).
43 - {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} هذا إنكار عليهم ما اتخذوه من الآلهة دون الله. يقول: ألهم إله دون الله، يعني: إلهًا يخلق ويرزق ويحيي ويميت.