وأما الخراصون فقال أبو إسحاق: هم الكذابون (?)، يقال: قد تَخَرَّص علىّ فلان بالباطل. قال: ويجوز أن {الَّذِينَ هُمْ في غَمْرَةٍ سَاهُونَ} يكون الخراصون الذين يتظنون الشيء لا يُحقُّونه فيعملون بما لا يدرون صحته (?). الأزهري: وأصل الخْرَصِ التَّظَنِّي فيما لا يستيقنه، ومنه قيل: خرصت النخل والكرم، إذا حزرته, لأن الحزر فيه الظن لا الإحاطة، ثم قيل للكذب خرص لما يدخله من الظنون الكاذبة (?). واختلفوا في الخراصين هاهنا مَنْ هم؟ فقال (?): هم رؤساء قريش الذين رموه بما رموه به من السحر، وهو اختيار الفراء. قال: هم الذين قالوا: محمد شاعر، كذاب، مجنون، ساحر، وأشباه ذلك، خرصوا ما لا علم لهم به (?). وقال ابن عباس: هم المقتسمون (?). وهو قول مقاتل. قال: وتخرصهم أنهم قالوا للناس: إن محمدًا شاعر، وساحر، ومجنون (?).
وقال مجاهد: هم الكهنة. وهو اختيار أبي عبيدة (?).