عن ابن عباس: لما نزل قوله: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} تألَّى أبو بكر ألا يكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا كأخي السرار، فأنزل الله تعالى في أبي بكر: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ} (?) ونحو هذا روي لنا عن أبي هريرة (?).
وقال ابن الزبير: ما حدث عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قوله: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- كلامه حتى يستفهمه بما يخفض صوته فأنزل الله فيه: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ} (?).
والغض: النقص من كل شيء، ومنه غض البصر وغض الصوت (?). قال الله تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: 19]، قال مقاتل: يخفضون كلامهم عند رسول الله (?)، قال ابن عباس: يريد أبا بكر (?).
قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} قال مقاتل