ويعجل لهم النفع بالسلامة في أنفسهم وأموالهم، ثم قال: {بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} أي: عالماً بما كنتم تعملون في تخلفكم ثم أَعَلَمَ أنهم إنما تخلفوا عن الخروج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بظنهم ظن السوء.
12 - قوله: {بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا} أي: ظننتم أنهم لا يرجعون إلى من خلفوا بالمدينة من الأهل والأولاد، لأن العدو يستأصلهم، قوله: {وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ} قال ابن عباس: زين الشيطان ذلك الظن في قلوبكم (?).
قال المفسرون: وذلك أنهم قالوا: إن محمداً وأصحابه أكلة رأس، لا يرجع هو ولا أصحابه أبداً، فأنَّى تذهبون؟ أتقتلون أنفسكم، انتظروا ما يكون من أمره (?)، فذلك قوله: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} قال الكلبي عن ابن عباس: البور بكلام أهل (?) عُمان (?): الفاسد، يقول: