قال أبو الحسن الأخفش: هي خشنة في المعنى، يريد أن هذه القراءة فصل بين فعل الشيطان وفعل الله تعالى، حيث بني الفعل للمفعول ويعلم يقيناً أنه لا يؤخر أحد مدة أحد، ولا يوسع له فيها إلا الله سبحانه (?) ففصل من حيث الرفع اللفظ، وعلى القراءتين يحسن الوقف على قوله (سول لهم) (?)، لا على قول الحسن، فإنه قال في قوله: (وأملى لهم) على قراءة العامة: مد لهم الشيطان في الأمل (?).
26 - قوله: (ذلك) أي: ذلك الإملاء {بِأَنَّهُمْ قَالُوا} يعني: اليهود {لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ} يعني المشركين {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} قال مقاتل: في تكذيب محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو بعض الأمر (?).
وقال أبو إسحاق: جاء في التفسير أنهم قالوا: سنطيعكم في الظاهر على عداوة النبي -صلى الله عليه وسلم- (?).
قال مقاتل: إنهم قالوا ذلك سرًّا فيما بينهم (?).
فأخبر الله تعالى نبيه بذلك، وأعلم أنه يعلم ذلك فقال: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} قرئ بكسر الألف على المصدر، وبفتحها على جمع سر (?).