هذه الجملة، وفي قوله: (أقفالها) دليل على ما ذكرنا من أن المراد بالأقفال الختم وانغلاق القلب، ولو قال: (أقفال) لذهب الوهم إلى ما نعرف بهذا الاسم، فلما أضافها إلى القلوب علم أن المراد بها ما هو للقلب بمنزلة القفل للباب.
ومعنى الاستفهام في قوله (أم على قلوب أقفالها) الإخبار أنها كذلك، ويصدق هذه الجملة التي ذكرناها ما روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ هذه السورة شاباً (?) من أهل اليمن فلما قرأ: أم على قلوب أقفالها. قال: بل عليها أقفالها حتى يفرجها الله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صدقت" (?).
ثم ذكر اليهود وسوء عاقبتهم حين ارتدوا بعد المعرفة:
25 - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ} رجعوا كفاراً {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} يعني: اليهود، ظهر لهم أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بنعته وصفته في كتابه، وكانوا يعرفونه لما دعاهم إلى دينه كفروا به. هذا قول الكلبي (?) ومقاتل (?) وقتادة (?).