التفسير البسيط (صفحة 11122)

قال مقاتل: لا تقدروا لحى أن تردوا عني عذابه (?)، وهذا كقوله: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [الفتح: 11] ومثله في التنزيل كثير.

وقال ابن عباس: لا تمنعونني من الله (?) والمعنى: أنكم لا تقدرون أن تدفعوا عني عقاب الله، فكيف أفتري على الله لأجلكم وأنا أعلم هذا، وفيه تبعيد لقولهم افتريته، {هُوَ} أي: الله {أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} أي: بما تقولون في القرآن وتخوضون فيه من التكذيب به، والقول فيه أنه سحر وكهانة، قاله المفسرون (?)، وكل خوض في الحديث إفاضة كقوله (?): {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس: 61] وقد مر.

{كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} قال مقاتل: يعني فلا شاهد أفضل من الله بيني وبينكم أن القرآن جاء من الله {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} في تأخير العذاب عنكم حين لا يعجل عليكم بالعقوبة (?).

وقال ابن عباس: يريد لأوليائه وأهل طاعته (?).

وقال أبو إسحاق: معنى الغفور الرحيم هاهنا دعاهم إلى التوبة، معناه: أن من أتى من الكبائر العظام بمثل ما أتيتم به من الافتراء على الله (?)، وعليَّ ثم تاب فالله غفور رحيم له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015