قوله: {فَهُوَ} يجوز أن يكون كناية عن الشيطان، ويجوز أن يكون كناية عن المعرض, لأن كل واحد منهما قرين لصاحبه، وفي هذا تكذيب للقدرية لأنه تعالى ذكر أنه يسلط الشيطان على الكافر حتى يضله، ويخيل إليه أنه على الهدى وهو على الضلالة، وذلك قوله:
37 - {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} الهدى، وذكر الكناية عن الشيطان وابن آدم بلفظ الجمع في قوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ} لأن قوله: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} في مذهب جمع (?) وإن كان اللفظ على الواحد. قاله الفراء (?).
قوله تعالى: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} قال مقاتل: يحسب كفار مكة أنهم على هدى (?)، وقال أبو إسحاق: الشيطان يصدهم عن السبيل، ويحسب الكفار أنهم مهتدون (?).
38 - ثم عاد إلى لفظ الواحد فقال: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا} يعني الكافر، وقرئ (جاءانا) يعني الكافر وشيطانه، قال مقاتل: يعني ابن آدم وقرينه في الآخرة جعلا في سلسلة واحدة (?).
وروى معمر عن الجريري في هذه الآية قال: بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره أخذ بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار،