16 - {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ} وهذا استفهام توبيخ (?)، يقول: اتَّخذ ربكم لنفسه البنات {وَأَصْفَاكُمْ} واختصكم وأخلصكم {بِالْبَنِينَ} ويقال: أصفيت فلانًا بكذا، أي: آثرته به، وهذه الآية كقوله: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ} [الإسراء: 40] قال أهل المعاني: والحجة عليهم في هذه الآية أنه ليس يحكم من اختار لنفسه أدون المبدلين ولغيره أعلاها، ولو كان على ما يقوله المشركون من اتخاذ الولد، لم يتخذ لنفسه البنات ويصفهم بالبنين، فغلطوا في الأصل وهو: جواز [لاتخاذ] (?) الولد، وفي البناء على الأصل وهو اتخاذ البنات، فنعوذ بالله من الخطأ في الدين، ثم [رادا] (?) احتجاجًا في القول عليهم بقوله.
17 - قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا} قال مقاتل: بالذي وصف للرحمن شبهًا (?)، وقال [مقاتل] (?): بما جعل لله شبهًا (?)، وذلك أنهم إذا أجازوا أن تكون الملائكة بنات الله، فقد جعلوا الملائكة شبهًا لله، وذلك أن ولد كل شيء شبهه وجنسه، وهذه الآية مفسرة في سورة النحل [آية 58].
ووجه الاحتجاج عليهم من هذه الآية أن من اسود وجهه بما يضاف إليه مما لا يرضى، فهو أحق أن يسود وجهه بإضافته مثل ذلك إلى من هو