قال الأزهري: أفنعرض عن تذكيركم إعراضًا من أجل إسرافكم في كفركم (?).
وقال أبو إسحاق مثل هذا القول أي: أنهملكم فلا نعرفكم ما يجب عليكم لأن أسرفتم (?)، والاختيار هذا القول، وهو قول ابن زيد واختيار الجبائي (?) لأنه أليق بما بعده من قوله: (أن كنتم قومًا مسرفين) (?)، وقرئ {إِنْ كُنْتُمْ} بكسر الهمزة وفتحها، فمن فتح فالمعنى: لأن، والكسر على أنه جزاء استغني عن جوابه بما تقدمه، مثل: أنت ظالم إن فعلت، كأنه قال: إن كنتم قومًا مسرفين نضرب (?).
وقال أبو إسحاق: من كسر فعلى معنى الاستقبال، على معنى: إن تكونوا مسرفين، وقرئ: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ} (?)، وقال الفراء: ومثله {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ} [المائدة: 2] و (أن صدوكم) بالكسر والفتح وأنشد: