التفسير البسيط (صفحة 10860)

وقال مقاتل: يعني لولا ما أنعم الله علي بالإسلام (?).

وقال الكلبي: لولا النعمة بالإسلام (?).

{لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} قالوا جميعًا: أي معك في النار، وهو قول مقاتل (?) وقتادة.

وقال ابن عباس: من المعذبين (?). ومعناه من المحضرين العذاب.

وقال أبو إسحاق: أي أُحضَرَ العذاب كما أُحضرتَ (?).

وقال الفراء: لكنت معك في النار محضرًا (?).

وقال صاحب النظم: لما قال ولولا نعمة ربي، دلَّ هذا الإحضار ليس هو لخير إنما هو لشر، وهذا مقتضى من قوله: {فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} [الروم: 16]، ومن قوله: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم: 68]، ومما جاء في مثله قوله: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات: 127]، وهذا أيضًا مُستَدلٌ عليه بقوله: {فَكَذَّبُوهُ} لأن جزاء التكذيب لا يكون إلا شرًا. وقوله: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98]، والحضور قد يكون للخير والشر إلا أن قوله: {أَعُوذُ بِكَ} يدل على أنه للشر، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذه الحشوش محتضرة" (?)، أي الشياطين تحضر من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015