هذا استفهام معناه التقرير، يقول: أو لا يقدر من خلق السموات والأرض على أن يخلق مثلهم. قال مقاتل: أن يخلق في الآخرة مثل خلقهم في الدنيا (?). وعلى هذا المضاف مقدر، وهذا كقوله: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر:57].
ثم أجاب هذا الاستفهام بقوله: {بَلَى} أي: هو قادر على ذلك. {وَهُوَ الْخَلَّاقُ} خلقهم في الدنيا ويخلقهم في الآخرة خلقًا جديدًا. {الْعَلِيمُ} قال ابن عباس: بجميع ما خلق (?).
ثم ذكر قدرته على إيجاد الشيء فقال: [..] (?)
82 - {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. وهذا كقوله في سورة النحل: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل 40] (?) الآية وقد تقدم الكلام فيها.
83 - ثم نزه فيها نفسه عن قولهم أنه لا يقدر، فقال: {فَسُبْحَانَ}. قال أبو إسحاق: أي تنزيه من السوء، ومن أن يوصف بغير القدرة (?). {الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}. قال مقاتل: يعني خلق كل شيء (?). قال عطاء: ملك كل شيء (?).