التفسير البسيط (صفحة 10786)

قال: {فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} يقول: فمن أين يبصرون طريق الهدى، ولم أعم عليهم طريق الكفر؟ (?). ونحو هذا قال الكلبي (?).

القول الثاني: أن معنى الآية لو نشاء لأعميناهم وتركناهم عميًا يترددون، وكيف يبصرون الطريق حينئذ؟ وهذا قول الحسن وقتادة والسدي (?). وهو الاختيار لأن الله تعالى يهددهم بهذه الآية كالتي بعدها كما قال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} [البقرة: 25] يقول: كما أعمينا قلوبهم لو شئنا أعمينا أبصارهم الظاهرة. وهذا القول اختيار المبرد والزجاج.

قال المبرد: تأويل الآية قال: راموا الاستباق إلى المنهاج، فمن أين لهم أبصار؟ (?).

وقال الزجاج: أي لو (?) نشاء لأعميناهم فعدلوا عن الطريق، فمن أين (?) يبصرون؟.

وذكرنا معنى الاستباق عند قوله: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} [يوسف: 25]. والاستباق هاهنا معناه غير معنى ما تقدم. قال الأزهري: {فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ} فجازوا الصراط وخلفوه، وهذا الاستباق من واحد والذي في سورة يوسف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015