التفسير البسيط (صفحة 10762)

42

منه، فالفعل يتصل به من أحد الوجهين، وهذا كما تقول في المصدر فإنه سمي (?) به الفاعل مرة والمفعول أخرى، نحو: درهم ضرب الأمير، ونسج اليمن، وكقول {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} [الملك: 30] أي: غائرًا وهو كثير، وكذلك يضاف المصدر (?) إلى الفاعل مرة ومرة إلى المفعول، لاشتماله عليهما واشتراكهما في التسمية به. والمشحون: المملوء.

قال أبو عبيدة: يقال: شحنت المدينة وأشحنتها، إذا ملأتها (?). قال مقاتل: يعني الموقر من الناس والدواب (?).

42 - وقوله: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد السفن مثل مركب نوح. وهذا قول مقاتل والحسن وأبي صالح والسدي عن أبي مالك. كل هؤلاء قالوا: يعني السفن الصغار، فإنها عملت بعد سفينة نوح على صنعتها (?).

وقال آخرون: يعني الإبل. وهو قول عكرمة وعبد الله بن شداد (?).

وذكر الكلبي القولين جميعًا، وقال: في البحر السفن، وفي البر الإبل (?). والظاهر القول الأول؛ لأنه قال: {مِنْ مِثْلِهِ}، والسفن هي التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015