قال مقاتل: يعني: اللعن علي أثر اللعن (?). وقرأ عاصم كبيرًا بالياء على وصف اللعن بالكبر وهو العظم والثاء أشبه بالمعنى؛ لأنهم يلعنون مرة بعد مرة وقد جاء {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] فالكثرة أشبه بالمرار المتكررة من الكبر (?). [مع ما ذكرنا من تفسير (?) مقاتل] ويشهد لصحة قراءة عاصم قول الكلبي في تفسير: {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} يقول عذبهم عذابًا كبيرًا (?).
69 - وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} قال مقاتل: وعظ الله المؤمنين ألا يؤذوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بقولهم زيد بن محمد فإن ذلك أذى له كما آذت بنو إسرائيل موسى فزعموا أنه آدر وذلك أن موسى كان فيه حياء شديد وكان لا يغتسل إلا وعليه إزار وكانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة، فقالوا ما يمنع موسى أن يتجرد كما نتجرد إلا أنه آدر فانطلق ذات يوم يغتسل في عين بأرض الشام واستتر بصخرة فوضع ثيابه عليها [ففرت] (?) الصخرة بثيابه فاتبعها موسى متجردًا حتى انتهى إلى [ملأ من] (?) بني إسرائيل فنظرت إليه [بنو إسرائيل فإذا هو من أحسن (?) خلقًا وأعدله