التفسير البسيط (صفحة 10468)

في ناصية منها، وأنشد لحسان مما قاله في الجاهلية (?):

سأهدي لها في كل عام قصيدة ... وأقعد مكفيا بيثرب مكرما

وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يقال للمدينة: يثرب، وسماها طيبة (?) كأنه كره ذكر الثرب؛ لأنه فساد في كلام العرب، يقال: شرب وأثرب وثرب إذا وسخ وأفسد (?). ذكرنا ذلك في قوله {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف: 92].

قوله: {لَا مُقَامَ لَكُمْ}. قال أبو إسحاق: لا مكان لكم تقيمون فيه (?). والمقام اسم الموضع، يقال: مقام إبراهيم، ومنه قيل للمجلس والمشهد: مقام ومقامة. قال الله تعالى: {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} [الشعراء 58، الدخان:26]. قال الشاعر:

فأيي ما وأيك (?) كان شرًّا ... فقيد إلى المقامة لا يراها (?)

ودخلت التاء كما دخلت على المنزلة والمقامة، والمقامة موضع ثواء ولبث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015