وقوله: {مَا لَكُمْ} يعني كفار مكة {مِنْ دُونِهِ} قال ابن عباس: يريد غيره (?). {مِنْ وَلِيٍّ} قريب ينفعكم في الآخرة، ويرد سخطه عنكم. قاله ابن عباس ومقاتل (?). {وَلَا شَفِيعٍ} من الملائكة وغيرهم يشفع لكم. {أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} أفلا تتعظون.
5 - قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} فيه قولان للمفسرين وأصحاب المعاني: أحدهما: قول ابن عباس في رواية عطاء قال: ينزل القضاء والقدر من السماء إلى الأرض] (?) {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} يريد يرجع إليه {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} من أيام الدنيا. وهذا القول اختيار صاحب النظم، وقد شرحه وبينه، فقال: قوله {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} يعني به (?) أمر الدنيا إلى آخره، يدبره الله -عز وجل- مدة أيام الدنيا، ثم يعرج إليه ذلك الأمر والتدبير بعد إنقضاء الدنيا وفنائها، ومعنى يعرج يرتفع، ومعنى يرتفع يصير، كقولك: ارتفع أمرنا إلى الأمير، أي صار إليه (?).
قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} وهو يوم القيامة، مقداره ألف سنة، هذا كلامه. وأما قوله: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} فسنذكر الكلام فيه إذا انتهينا إليه إن شاء الله. القول الثاني: أن معنى