الكثرة، كما قال: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ} [إبراهيم: 34، النحل: 18] (?). قال مقاتل: {آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ} يعني: النبت، وهو أثر المطر (?). والمطر: رحمة الله ونعمته على خلقه.
وقوله: {كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} أي: كيف يجعلها تنبت بعد أن لم يكن فيها نبت.
(إِنَّ ذَلِكَ) الذي فعل ما ترون؛ وهو الله تعالى: {لَمُحْيِ الْمَوْتَى} في الآخرة، فلا تكذبوا بالبعث (?) {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} من البعث والموت.
ثم عاب كافر النعمة، والجاهل بأن الله تعالى يفعل ما يشاء فقال:
51 - {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا} قال ابن عباس: يريد عذابًا، يعني: ريحًا هي العذاب كما قال مقاتل: ريحًا باردة مضرة (?). والريح إذا أتت على لفظ الواحد أريد بها: العذاب، ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند هبوب الرياح: "اللَّهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا" (?).