التفسير البسيط (صفحة 10331)

31

لأن معنى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} اتبع الدين القيم، اتبع فطرة الله.

قوله تعالى: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} قد ذكرنا معناه: لا تبديل لما خلقهم له. وقال مجاهد وإبراهيم: الدين: الإسلام، و {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} لدين الله (?). وعلى هذا المراد بلفظ النفي: النهي، أي: لا تبدلوا دين الله الذي هو التوحيد بالشرك والكفر.

{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} قال مقاتل: يعني التوحيد هو الدين المستقيم {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ} يعني: كفار مكة {لَا يَعْلَمُونَ} بتوحيد الله (?).

31 - قوله تعالى: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} قال الأخفش: نصبه على الحال؛ لأنه حين قال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} قد أمرَه، وأمرَ قومه حتى كأنه قال: فأقيموا وجوهكم منيبين (?). وقال المبرد: لما قال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} كانت له ولأمته قاطبة؛ وهذا أجودُ كلامٍ إذا كان واحداً حاضرًا أن تأمره بما يخصه، وتعم من وراءه من يأمره (?) كقولهم: يا زيد اتق عمرًا، واحذروا أن تظلموه، إذا كان زيد رئيس القوم؛ هم مأمورون بما أُمر به زيدٌ. ونحو هذا قال الفراء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015