التفسير البسيط (صفحة 10329)

أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل مولود يولد على الفطرة" الحديث (?)، مذهبًا حسنًا؛ وهو أنه قال: الفطرة: الخلقة التي خلقهم عليها، إما الجنة أو النار، حين أخرج من صلب آدم كل ذرية هو خالقها إلى يوم القيامة، فقال: هؤلاء في الجنة وهؤلاء للنار، فيقول: كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه يهودانه أو ينصرانه، يقول: بالأبوين يتبين لكم ما تحتاجون إليه في أحكامكم من المواريث وغيرها. يقول: إذا كان الأبوان مؤمنين فاحكموا لولدهما بحكم الإيمان, وإن كانا كافرين فاحكموا لولدهما بحكم الكفر، وأما خلقته التي خُلق عليها فلا علم لكم بذلك، وهو قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} أي: من الشقاوة والسعادة. والدليل على هذا قوله: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} أي: لا تبديل لما خلقهم له من جنة أو نار (?).

وقال الأزهري: والقول قول أبي إسحاق (?) في تفسير الآية، ومعنى الحديث (?). وعلى هذا القول انتصب: {فِطْرَتَ اللَّهِ} على المصدر. وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015