التفسير البسيط (صفحة 10147)

نزلت هذه الآية جوابًا للمشركين حين قالوا: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ} الآية، [الزخرف: 31] ومعناه: ويختار ما يشاء لنبوته ورسالته (?). أي: فكما أن الخلق إليه، فهو يخلق ما يشاء، فكذلك الاختيار إليه في جميع الأشياء، فيختار مما خلق ما يشاء، ومن يشاء. ثم نفى الاختيار عن المشركين؛ وذلك أنهم اختاروا الوليد بن المغيرة من مكة، أو عروة بن مسعود من الطائف، اختاروا إما هذا أو ذاك للرسالة، فقال: {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} أي: الاختيار. أي: ليس لهم أن يختاروا على الله -عز وجل- (?).

قال ابني قتيبة: أي: لا يرسل الله الرسل على اختيارهم (?).

و {الْخِيَرَةُ} اسم من [الاختيار، يقام مقام المصدر، والخيرة: اسم للمختار] (?). يقال: محمد خيرة الله من خلقه. ويجوز التخفيف فيهما، ذكر ذلك الليث والفراء، وغيرهما (?). وعلى هذا (مَا) تكون نفيًا، وهو الصحيح الذي عليه عامة المفسرين، وأصحاب القراءة؛ وذلك أن جميع أصحاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015