قدر نصبك" (?) وقوله: "أفضل الأعمال أحمزها" (?) أي: أشقها ونحوه.
ولله عزَّ وجلَّ أن يتفضل عليه بالأجر التامّ وإن لم يحفظ الحفظ التَّام، كما ثبت في صحيح مسلم أنه عليه الصَّلاة والسلام قال: "من سأل الله عزَّ وجلَّ الشهادة خالصًا من قلبه بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" (?)، ونحوه.
وهاهنا تنبيه وهو أن من حفظ على الأمة أربعين حديثًا فإنَّ كانت صِحاحًا أو حسانًا دخل في وعد الحديث المذكور، وإن كانت ضعيفة فإنَّ كانت في الترغيب وفضائل الأعمال دخل أيضًا لأن الضعيف يعمل به في ذلك، وإن كانت في الأحكام وبيان الحلال والحرام لم يدخل، لأنَّ الضعيف لا يعمل به في ذلك، فإنَّه لم يحفظ على الأمَّةِ ما ينفعهم.
قوله: "واتفق الحفَّاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه" قلت: هذا الحديث: "من حفظ على أمَّتي أربعين حديثًا" إلى آخره ذكره الشَّيخ أبو الفرج ابن الجوزي في "الموضوعات" أو في كتاب "العلل المتناهية" من رواية جماعة من الصّحابة (?) بطرق كثيرة وضعف الجميع بالقدح في أسانيدها،