رَوَّانَا مَشَايِخُنَا، أي: نقلوا لنا فسمعنا، كذا حَرَّر هذه اللفظة بعض أئمة (أ) الحديث.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا بعثه الله تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء"، وفي رواية "بعثه الله فقيها عالمًا"، وفي رواية أبي الدرداء "كنت له يوم القيامة شافعًا وشهيدًا"، وفي رواية ابن مسعود "قيل له: ادخل من أي أبواب الجنةِ شئتَ"، وفي رواية ابن عمر "كُتِبَ في زمرة العلماء، وحُشِرَ في زمرة الشهداء".

قلت: ذكر المصنف رحمه الله تعالى في آخر الكتاب أن معنى حفظها أي (ب): ينقلها إلى المسلمين وإن لم يحفظها ولا عرف معناها، هذا حقيقة معناه، وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله إليهم، انتهى كلامه.

قلت: الحفظ هو: ضبط الشيء ومنعه من الضياع، فتارة يكون حفظ العلم بالقلب وإن لم يكتب، وتارة في الكتاب وإن لم يحفظ بقلبه، والمراد ما ذكره الشَّيخ، فلو حفظ في كتابه ثم نقله إلى النَّاس دخل في وعد الحديث وإن لم يحفظها في قلبه، ولو حفظها في (جـ) قلبه ولم ينقلها إليهم لم يدخل في وعد الحديث ولو كتبها في عشرين كتابًا. وبهذا المعنى فَسَّرَ البُخاريّ قوله عليه الصَّلاة والسلام: "إن لله عزَّ وجلَّ تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015