الثَّاني: فأشار (أ) إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بعثت بالحنفية السَّمحة السَّهلة" (?) وقوله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "الدين يُسر" (?) ولا يعلم في الأديان أسمح من دينه - صلى الله عليه وسلم -، يعرف ذلك من استقرى الأديان.
ويكفي من ذلك قوله عزَّ وجلَّ: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [سورة البقرة: 185] {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [سورة المائدة: 6] {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [سورة الأنفال: 66] {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [سورة البقرة: 178] مع قوله عزَّ وجلَّ: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [سورة الأعراف: 157] قيل: كانت بنو إسرائيل يقرضون مَحَلَّ البول من جلودهم إذا أصابهم، ولا يُجزِئُهم غسله، وإذا أتى أحدهم ذنبا أصبح مكتوبًا على باب داره، فيقام عليه حده، وكانت توبتهم بقتل أنفسهم، وكان موجب القتل عندهم القصاص عينا ولا يقبل الدية. وفي الصحيح "فضلنا على الأمم بخمس" (?) الحديث كل هذا ونحوه من سماحة هذا الدين وتشديد غيره.
قوله: "صلوات الله عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين" أي باقيهم اشتقاقًا لها من السؤر بالهمزة، وهو بقية الماء ونحوه في إناء وغيره،