في هذا الشرح ما وُفِّقتُ لالتزامه، وأسأل (أ) الله عزَّ وجلَّ التوفيق لإتمامه، وهو أنِّي أعمد إلى كل حديث فَأَتَكَلَّمُ عليه لفظًا ومعنًى من جهة اللغة، والفروع والأصول، والمعقول والمنقول، وأرُدُّ معناه إلى ما يُنَاسِبُهُ من آي الكتاب مُتَوخِّيًا للتحقيق والصواب مُتَصَرفًا في ذلك بقانون أصول الفقه من تخصيص عام، وتعميم خاص، وتقييد مطلق، وإطلاق مُقيّدٍ، وتبيين مجمل، وغير ذلك، وإن عارض الحديث معارض من كتاب أو سنةٍ تَلَطفتُ في دفع التناقض وكشف شبهة التعارض إلى غير ذلك من الفوائد التيَّ تَسنَحُ في مواضعها وتجمَحُ القريحةُ إلى تقريب شاسعها. كُلُّ ذلك بحسب مبلغي من العلم، وما أوتيته من الفهم. اللَّهُمَّ فهذا ما أملك فهب لي واستوهب لي ما لا أملك، واجعله خالصًا لوجهك مُقَربًا إليك (ب) مقبولا عندك، لا ربَّ غيرك ولا خير إلَّا خيرك، والحمد لله.
القول على الخطبة (جـ). وسُميَّت خُطبة لأنَّ العرب كانوا إذا ألَمَّ بهم الخَطبُ وهو الأمر العظيم خطبوا له، فيجتمع بعضهم إلى بعض فيحتالون في دفعه فاشتُقَّ اسم الخُطْبَةِ من الخَطْبِ.
قوله: "الحمد لله رب العالمين" كأن الشَّيخ رحمه الله تعالى أحبَّ افتتاح كتابه بما افتتح به كتاب الله عزَّ وجل. والحمد: قيل. هو الشكر، فهما مترادفان. وقيل: الحمد بالقول بدليل {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} [سورة النمل: 60]