عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتي لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن (?).
الكلام على لفظه ومعناه.
أما لفظه فآدم قيل: هو أعجمي لا اشتقاق له، وقيل: هو عربي مشتق من أديم الأرض لأنه خلق منه، وهو لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل إذ وزنه أفعل مثل أحمد.
قوله: "إنك ما دعوتني" أي: مدة دعائك، فهي زمانية نحو {مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [سورة فاطر: 38] وعنان السماء بفتح العين قيل: هو السحاب، وقيل: ما عَنَّ لك منها، أي: ظهر إذا رفعت رأسك.
وقراب الأرض بضم القاف وكسرها لغتان، والضم أشهر، ومعناه ما يقارب ملأها، وقيل: ملأها، وهو أشبه (أ) لأن الكلام في سياق المبالغة.
وأما معناه فالدعاء سؤال النفع والصلاح.
والرجاء: تأميل الخير، وهو اعتقاد قرب وقوعه.