اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [سورة الأعراف: 178] ونحوها {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} ولبيان ذلك أنَّه عزَّ وجلَّ خلق النفوس بقواها وطباعها وما أرصد لها من الأهواء والشياطين، مائلة إلى الضلال، فمن أراد ضلاله أرسله على سجيته وتخلى عنه، ومن أراد هدايته عارضه بأسباب الهدى فصده عن الضلال فاهتدى.

ومثال (أ) ذلك راع له إبل عطاش أو جياع فهي بداعيتها تهوي إلى موارد الهلكة ومراتع الغرة إلا ما عارضه الراعي فصدَّه عن ذلك، وفي التنزيل {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [سورة يونس: 25].

"فاستهدوني" أي: اسألوني (ب) الهداية، واعلموا واعتقدوا أنها لا تكون إلا من فضلي وبأمري "أهدكم".

قوله: "كلكم جائع إلا من أطعمته" وذلك لأن الناس عبيد، لا يملكون شيئًا، وخزائن الرزق بيد الله عزَّ وجلَّ، فمن لا يطعمه بفضله بقي جائعًا بعدله (جـ)، إذ ليس عليه إطعام أحد.

فإن قلت: كيف هذا مع قوله عزَّ وجلَّ {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [سورة هود: 6].

قلنا: هذا التزام منه تفضلا، لا أن عليه للدابة حقًّا بالأصالة، ويشبه (د)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015