وقوله: "يا غلام" هو بضم الميم لأنه نكرة مقصودة، وكان ابن عباس رضي الله عنهما حينئذ غلامًا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - توفي وله عشر سنين.
وتجاهك وأمامك بفتح الهمزة: قدامك يلي وجهك، وأصل تُجاه وُجاه بضم الواو وكسرها قلبت واوها تاء كما في تراث وتخمة وتُكَأَة وتهمة.
وجفَّت الصحف، بالجيم: أي: فرغ من الأمر وجفَّت كتابته لأن الصحيفة حال كتابتها لا بد أن تكون رطبة المداد أو بعضه، بخلاف ما إذا فرغ منها.
تعرَّف إلى الله بتشديد الراء، أي: تحبب إليه بالطاعة حتَّى يعرفك في الرخاء مطيعا، فإذا وقعت في الشدة عرفك بالطاعة، فجعلك ناجيا.
وأما معناه فقوله: "إني أعلمك كلمات" هو مقدمة يسترعي (أ) بها سَمْعَهُ ليفهم ما يسمع ويقع منه بموقع.
وقوله: "احفظ الله يحفظك" أي: احفظ الله بالطاعة يحفظك بالرعاية.
"احفظ الله تجده تجاهك": أي: أمامك يراعيك في أحوالك، وهذا في معنى الَّذي قبله وتأكيد له، وهذا يشبه قوله عزَّ وجلَّ {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40] {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة: 152] أي: أذكروني بالطاعة، أذكركم بالمغفرة والرعاية.
وقوله: "إذا سألت فاسئل الله" هو كقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَسْئَلُوا اللهَ