عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم (?).
الكلام على إسناده ومعناه.
أما إسناده: فأبو حمزة كنية أنس، وهو بحاء مهملة وزاي معجمة، وهي بقلة كني بها.
أما أبو جمرة الضبعي الراوي عن ابن عباس فهو بجيم وراء مهملة (?).
وأنس خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فلذلك قيل: خادم النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما معناه فمقصوده ائتلاف قلوب الناس وانتظام أحوالهم، وهو (أ) قاعدة الإسلام الكبرى التي أوصى الله عزَّ وجلَّ بها بقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] وبيان ذلك أنه إذا أحبَّ كل واحد من الناس لباقيهم ما يحب لنفسه أحسن إليهم، ولم يؤذهم لأنه هو يحب لنفسه أن يُحسَنَ إليه، ولا يُؤذَى، وإذا أحسن إليهم، ولم يؤذهم أحبوه فتسري بذلك المحبة بين الناس، وبسريان المحبة بينهم يسرى الخير