واعلم أن هذا الحديث وإن أوجز في العبارة فلقد أعرض في الفائدة، وهذه الأحاديث الأربعون وسائر السنن داخلة تحته، بل تحت كلمة منه وهي قوله: "ولكتابه" لأن الكتاب مشتمل على أمور الدين جميعًا أصلا وفرعًا، وعملا واعتقادًا، فإذا آمن به وعمل بما تضمنه على ما ينبغي فقد جمع الكل.

تنبيه: تميم الداري روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، وروى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث الدجال إذ وجده تميم وأصحابه في البحر (?)، وهذه من غرائب مسائل علم الحديث، يقال: أي الصحابة روى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقال: تميم الداري روى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث المذكور.

تنبيه: إن قيل: هل الدين محصور في النصيحة على قاعدة حصر المبتدأ في الخبر، أو وراء النصيحة من الدين شيء ويكون قوله: "الدين النصيحة" من باب قوله: "الحج عرفة" (?) أي: معظم الدين النصيحة؟ قلنا: بل الدين محصور في النصيحة لأن من جملة النصيحة طاعة الله ورسوله، والإيمان والعمل بما قالاه من كتاب وسنة، وليس وراء ذلك من الدين شيء، إذ قد سبق في حديث حبريل أن الدين هو الإسلام والإيمان والإحسان وجميع ذلك مندرج تحت ما ذكرناه في النصيحة والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015