إلا هذه المرة" (?) وجبريل لم يعلمهم شيئًا، وإنما الذي علمهم بالحقيقة هو النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن جبريل لما كان سؤاله سببا للتعلم من النبي - صلى الله عليه وسلم - نسب التعليم إليه مجازا من باب إطلاق اسم المُسَبَّبِ على السبب.
البحث التاسع: احتج الاتحادية والحلولية من هذا الحديث على مذهبهم بوجهين (أ):
أحدهما: أن جبريل - عليه السلام - روحاني وقد خلع في هذا الحديث صورة الروحانية وظهر بمظهر البشرية، مع أن جبريل أحد مخلوقات الله عزَّ وجلَّ، ولذلك كان يظهر في سورة دحية الكلبي فيعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - مَلَكا، والناس حوله يعتقدونه بشرا.
قالوا: فالله عزَّ وجلَّ أقدر على الظهور في صورة الوجود الكلي أو بعضه، وبنحو هذا احتج ابن الفارض في نظم السلوك (?).
الوجه الثاني: قوله عليه الصلاة والسلام: "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قالوا: هذا يدل على أنه عزَّ وجلَّ ماهية لطيفة في غاية اللطافة بحيث أنه يَرَى