النبي - صلى الله عليه وسلم - بل كان يقول له: إنك عالم بمسمى ما سألت عنه، لأنك عالم باسمه لتلفظك به.
واعلم أن للناس في هذه المسألة أقوالًا:
أحدها: أن الإسم غير المسمى كما قلنا.
والثاني: أنه هو المسمى لقوله عزَّ وجلَّ {سبح اسم ربك الأعلى} [سورة الأعلى: 62] والتسبيح إنما هو للرب عزَّ وجلَّ فدلَّ على أن اسمه هو هو، وحوابه: أنه ضمن (سبح اسم) معنى اذكر فكأنه قال: اذكر اسم ربك كقوله عزَّ وجلَّ {واذكر اسم ربك بكرة وأصيلًا} [سورة الإنسان: 25] وعكس ذلك قوله عزَّ وجلَّ {واذكر ربك} [سورة الأعراف: 205] ضمن (اذكر) معنى سبح ونزه، أي: نزه ربك عما لا يليق به، واحتجوا أيضًا بقوله عزَّ وجلَّ {بغلام اسمه يحيى} [سورة مريم: 7] ثم قال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} [سورة مريم: 12] فنادى الاسم فدلَّ على أنه المسمى. وجوابه أن المعنى: يا أيها الغلام الذي اسمه يحيى.
والثالث: أن الاسم المسمى (?) لا هو هو، ولا هو غيره، كالواحد من العشرة لا هو هي ولا هو غيرها، وجوابه أن هذا لا يتحقق، لأن قولنا: إن هذا الشيء لهذا الشيء، إما بمعنى أنه يملكه أو يستحقه أو يختص به اختصاص الموصوف بالصفة ونحوه، وعلى كل تقدير هو يقتضي المغايرة لأن ملك الشيء نفسه واستحقاقه لها واختصاصه بها محال.