(ج) قوله: (بلا حد ولا غاية) هما بمعنى: نهاية الشيء ومداه؛ يعني أن نتقبل الصفات الواردة لله، ولا نحددها ونعرفها، ونجعل لها غايات ومبدأ ومنتهى، من قبل أنفسنا، بل نجريها على حد قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وهو: نفي مشابهة الله لأحد من خلقه في ذاته وصفاته.
(د) قوله: (لا يبلغه وصف الواصفين) أي: لو وصفوه من قبل أنفسهم لما بلغوا ما يستحقه، ولما وصلوا إلى حقيقة صفاته وكنهها وما هي عليه، فهو العالم بماهيتها مع علمنا بالمعنى الظاهر للفظ اللغوي، وإنما يجهل المعنى الباطن وهو: الكنه والكيفية.
(هـ) أما مجمل القرآن فهو: الآيات التي اختصر لفظها، ودخل في معناها معان كثيرة، ولم يرد بسطها وتوسيع معاني ما دلت عليه، والمتشابه: تقدم معناه، والمراد: أننا نصدق بالقرآن كله المجمل منه والمبسوط، والمحكم والمتشابه، ونقول: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} .
(و) قوله: (لشناعة شنعت) الشناعة: القبح، أي: لا نترك ذكر شيء من صفات الله الواردة، ولو شنع علينا الناس وعابونا، ورمونا بأنا مشبهة، وممثلة، وحشوية، ونوابت، ونحو ذلك، كما قال الزمخشري المعتزلي عامله الله بعدله يعيب أهل السنة: