الأمة، ووصفه بالكريم لكرمه على الله، ورفعة منزلته، وذلك من أسباب قبول ما جاء به.

(ج) أما قوله: (أو صح عن المصطفى) فاحترز بذلك عما لم يثبت من الأحاديث الضعيفة، فإنه لا يقبل في العقائد والأحكام إلا ما ثبت عنه عليه السلام، مما نقله وصححه الأئمة العدول، وقد قيض الله للأحاديث هؤلاء الأئمة الذين تتبعوها، وبينوا ما لم يثبت منها، والمراد بالمصطفى المختار أي: هو صفوة الله، وخيرته من خلقه.

(د) (وجب الإيمان به) أي: التصديق الجازم بالقلب، وعقده ويقينه بصحة كل ما ورد، وإثباته وصفا لله على ما يليق بجلاله وكماله.

(هـ) وأما تلقيه: فهو مقابلة ما ورد من ذلك (بالتسليم والقبول) تقول: تلقيت كلامه بصدر رحب أي: استقبلته بما يدل على تعظيمه واحترامه، والقبول ضد الرد، أي: الرضا به، واعتقاده من جملة الدين. (والتسليم) الانقياد لما دل عليه. والإذعان له، وعدم النفرة والإنكار لشيء من ذلك.

(و) وأما (التعرض) فهو: الاعتراض عليه، كأنه عرض نفسه في طريق النصوص، حتى لا ترد إلى قلبه على حقيقتها فمنها: ما يكذب به، ومنها: ما يحرفه، ومنها: ما يغالي في إثباته، وغير ذلك، (والرد) هو: الإنكار لذلك والتكذيب، وعدم قبوله كما وصف اليهود الذين {نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} ، (والتأويل) صرفه عن ظاهره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015