«أولئك، فأخبرهم أني براء منهم، وهم برءاء مني، والذي يحلف به عبد الله لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا، فأنفقه في سبيل الله، ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر.» إلخ. والشاهد منه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل من أركان الإيمان قوله: «وتؤمن بالقدر خيره وشره» .
فأما حديث: (آمنت بالقدر ... ) إلخ، فلم أجده بهذا اللفظ فيما لدي قريبا من كتب الحديث، وقد روى الطبراني في المعجم الكبير، بسند رجاله موثقون، عن ابن عمر مرفوعا: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والجنة، والنار، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره من الله» وكل هذا أمر بالرضا والتسليم لما يجري من الحوادث خيرها وشرها كما سبق.
فأما حديث القنوت المذكور: فقد رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن. وأوله: «اللهم اهدني فيمن هديت..» فأفاد أن الله هو الذي يقضي على العبد ما حصل، ويخص بعض خلقه بالهداية فضلا منه، وبعضهم بالإضلال عدلا منه.