وقال صاحب " الوجيز ": أخبر الله بأنه شرَّف موسى بكلامه وأكَّده بالمصدر دلالةً على وقوع الفعل على حقيقته لا على المجاز.
قوله تعالى: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} قال ابن جرير: يعني تعالى ذكره بقوله: {تِلْكَ الرُّسُلُ} الذين قصَّ الله قَصَصَهم في هذه السورة؛ كموسى بن عمران، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وشمويل، وداود، وسائر من ذكر نبأهم في هذه السورة. يقول تعالى ذكره: "هؤلاء رسُلي فضلت بعضهم على بعض، والذي كلَّمته منهم موسى - صلى الله عليه وسلم -، ورفعت بعضهم درجات على بعض بالكرامة ورفعة المنزلة". وساق بسنده عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} قال: يقول: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} منهم من كلم الله، ورفع بعضهم على بعض درجات، يقول: كلَّّم الله موسى، وأرسل محمداً إلى الناس كافةً.
..........................................................................
وقال البغوي: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} أي: كلمه الله تعالى، يعني موسى عليه السلام، {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ درجات} يعني: محمداً - صلى الله عليه وسلم -، وما أوتي نبيٌّ آيةً إلا أوتي نبينا مثل تلك الآية، وفُضِّل على غيره بآيات مثل: انشقاق القمر بإشارته، وحنين الجذع على مفارقته، وتسليم الحجر والشجر عليه، وكلام البهائم والشهادة برسالته، ونبع الماء من بين أصابعه، وغير ذلك من المعجزات والآيات التي لا تُحصى، وأظهرها